في مثل كل ليلة في زمن الانهيار
عجزت عن النوم وأرقتني كوابيس النهار
فهربت إلى كتاب ألف ليلة وليلة
أيقظت شهرزاد من سباتها
لتسهر معي.. لكنني عكست الأدوار
فلم تعد تقص القصص ويصغي لها شهريار
فصارت هي تصغي وتلفازنا يتحفها بالأخبار
فعرفت حقيقة أن قصتنا واحدة
دراويش في القيد وآلام ودمار
والقرن الواحد والعشرين
ليس كما حلمت في سباتها
عيش كريم..رغد وحب وأزهار
فما أشبه أيامنا بأيام خلت
شعب مقهور.. وطغاة
خبز ودم.. حديد ونار
المأساة نفسها
والأحلام نفسها
فمن أين ناتي بشهرزاد عصريا
تناسب عصرنا
وتنقذنا من الدمار
سأقرأ لك العناوين من ملاحمهم
فالعناوين أحلامنا
والتفاصيل أحلام أجدادنا
فأصبحنا دجاجآ يبيض ذهبآ
ودمنا صار رصيدآ بالدولار
ودستور حررنا من أحزاب تفرقنا
وجمعنا تحت عباءة واحدة
وأراحنا من عناء التفكير والتفضيل والإختيار
وأجمل أحلامنا كانت تحرير أرضنا
حاربنا ونزفنا واستشهدنا
رضعنا الخوف في طفولتنا
من مخبر خلف باب بيتنا
ومن جلاد قابع في طيات جلدنا
وبندقية تغتال المفكر والأفكار
تحولنا لجمهور يحترف التصفيق والإنبطاح
وكدنا ننسى مقدساتنا
ولازلنا من خوفنا نصبر على المرار
ماذا ستروين ياشهرزاد
لأحفادنا
لو نجا لسانك من الإعتقال
هل تكفيك ألف ليلة وليلة أخرى
لقصص يشيب لها الأطفال
إختصري يا شهرزاد حكايتنا
بكلمتين يكتبها اليوم الأبطال
سوريا حرة
ولن تكون إلا للأحرار