ماذا يعني لك عيد الحب؟


إذا سألنا أنفسنا هذا السؤال فالجواب هو أن نتذكر كل من حولنا وأن نكون محبين لبعضنا يهتم كل منا بالآخر ليس فقط في عيد الحب بل في كل الأوقات وفي كل الأيام

أحياناً أتساءل لماذا كل هذه السرعة في الحياة؟

لماذا لم نعد نعيش كالسابق ؟! .... لقد أخذتنا الحياة بسرعتها وطحنتنا في رحاها . لم أعد أرى أحداً يساعد رجلاً طاعناً في السن ليمر بأمان
لم أعد أرى امرأة تحنو بابتسامة عطف وحنان على أطفالها , بل للأسف أراها تجرّهم من أيديهم الصغيرة مزمجرة في الشوارع لأنهم لا يلبون أمرها بالمشي بسرعة
لم أعد أسمع عن جارة تذهب لتشرب فنجان القهوة عند جارتها . لم يعد أحد يعطي السائل في الطريق مع كلمة طيبة أو ابتسامة تجبر خاطره, فالعطاء ليس مادياً فحسب فالكلمة الحلوة صدقة

أصبحنا ماديين ولا نعترف بذلك أهي الحياة ومصاعبها أم نحن أبناء هذا الجيل الذي يريد أن يأخذ كل شيء ولا يعطي شيئاً
روح المحبة والألفة بين البشر لم تعد موجودة , ومع الأسف عيد الحب أصبح الآن عيداً تجارياً بحتاً فالمطاعم وأماكن السهر والمحلات التجارية كلها تمتلئ بالألعاب والدببة الحمراء . لم يعد أحد يفكر بقصيدة يهديها إلى حبيبته أو أبيات شعر يستعيرها من ديوان شاعر الحب نزار قباني ليطرز بها بطاقة لحبيبته . أو كتاباً يقرؤه ويعلم عليه الجمل ذات المعاني الجميلة المرهفة.

أرجوكم في عيد الحب هذا من بين كل الأزمات التي نعانيها لست أعني الأزمات الاقتصادية وإنما الأزمات الانسانية والتي هي أخطر بكثير ارجعوا إلى أنفسكم وتذكروا عائلاتكم وأهاليكم وأقربائكم وجيرانكم وأساتذتكم وحتى الذين لا تعرفونهم ( تحادثوا, تواصلوا, تقاربوا )
فالحب لا يقتصر على عيد الحب وعلى حبيبة العمر فقط. الحب هو لكل الناس ..... كللللل الناس

لنعش عيد حب حقيقي كفانا ترهات غريبة وأقاويل وأكاذيب
قولوا لي من يهتم إذا ما عانيتم مشكلة أو مرض أو حالة شجن حقيقية , ارجعوا إلى أنفسكم إلى كتبكم وارجعوا إلى الحب لتجدوه

هناك مثل هندي يقول " اجعلوا في قلوبكم شجرة فلربما في يوم سيأتي الطائر الذي تحبون ويسكن فيها"