يميل العلماء إلى الاعتقاد بأن الموهبة فطرية ومكتسبة في الوقت ذاته حيث أظهرت البحوث أن المواهب عادةً ما تتوارث بين الأجيال من العائلة نفسها . ولكنها لا تظهر إلا إذا توافرت لها أجواء غنية بالحوافز وتسودها روح التفاعل . مؤكدين أن تأثير البيئة على الطفل يبدأ قبل ولادته وأثناء عملية الولادة نفسها من خلال تفاعله مع أمه . وان أول خمس سنوات من عمر الطفل مهمة للغاية في تحديد طبيعة نموه في السنوات اللاحقة .
حيث أنه خلال هذه المرحلة ينمو المخ بشكل سريع ومتلاحق وتتفاعل العوامل الوراثية مع البيئية لتحديد كفاءته في العمل وآداء مهامه.

يقول الخبراء إن الموهبة نتاج لتضافر مجموعة من العوامل تشتمل الجينات الوراثية للطفل وطبيعة نموه في مرحلة الحمل ونظامه الغذائي بعد الولادة . مؤكد أنه من الصعب إعطاء تعريف محدد للموهبة . ولكن التعريف المقبول والمتعارف عليه هو أن الطفل الموهوب يتميز عن بقية رفاقه ممن هم في مثل سنه في المهارات واللغات والقدرة على حل المشكلات . كما يسهل عليه مشاركة الكبار أحاديثهم ومناقشاتهم وربما يبرع في أداء نوع محدد من الألعاب الرياضية التي تناسب من هم أكبر منه سناً مثل كرة المضرب أوكرة السلة. أو يجيد العزف على آلة موسيقية في سن مبكرة .

وهناك من يبرع في العمليات الحسابية والتعامل مع الأرقام وغيرها من المجالات التي تحتاج إلى مهارات خاصة . وفي الغالب يكون الطفل الموهوب تواقاً لاكتساب مهارات جديدة لكنه لا يصبح موهوباً إلا في المهارات التي تنسجم مع اهتماماته وميوله .
يحتاج الطفل الموهوب إلى الكثير من الدعم والرعاية لتنمية مهاراته . لذا يؤمن العلماء بأنه من دون الدعم والتشجيع يمكن أن تظل المواهب البشرية مدفونة ولا يشعر بها أحد .